عفرين بوست – خاص
وصف القيادي في المجلس الوطني الكردي عبد الحكيم بشار ما يحدث في إقليم عفرين الكردي من انتهاكات وتغيير ديمغرافي بـ “الأخطاء” التي يمكن التخفيف منها بوجود أعضاء المجلس الوطني الكردي الائتلاف في عفرين، وبدا متناقضاً في موضوع التغيير الديمغرافي، إذ أنكر حدوثه في عفرين، واعتبر المستوطنين فيها مجرد نازحين بسبب الحرب.
في لقاء تلفزيوني على شاشة قناة ARKTV تحدث عبد الحكيم بشار عضو المجلس الوطني الكردي ونائب رئيس الائتلاف السوري- الإخواني، عن الزيارة الأخيرة التي قاموا بها إلى إقليم كردستان العراق، وأشار إلى أن ما يجمعهم مع الإقليم هو وحدة العدو فهو يتمثل بإيران التي تعرقل “الثورة”، والحشد الشعبي وداعش والنصرة وحزب العمال الكردستاني، وأن الزيارة تهدف إلى تنسيق المواقف بين حكومة الإقليم و”الائتلاف”، للوصول لحل للأزمة السورية على أساس القرار الدولي 2254.
وتهجم “بشار” على كل من انتقد زيارة وفد الائتلاف الإخواني لأربيل معتبرا إياهم من منظومة حزب العمال الكردستاني، رغم أن العديد من أنصار ” الأنكسي” وكذلك المستقلين انتقدوا أيضا تلك الزيارة واعتبرها إهانة لأهالي المناطق المحتلة التي تئن تحت وطأة الجرائم والانتهاكات المرتكبة من قبل الجيش التركي والميليشيات الإخوانية التابعة له.
أقر بشار بوجود تجاوزات وانتهاكات في بعض المناطق مرجعا السبب إلى ضعف أداء الحكومة المؤقتة، وعدم امتلاك ميليشيات “الجيش الوطني” التدريب والخبرات الكافية! في تبرير واضح للانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق أهالي عفرين، متجاهلا التقارير الصادرة عن المنظمات الأممية والدولية والمحلية التي أكدت على أن الاعتقال والاختطاف والقتل والاستيلاء على الممتلكات تتم بشكل ممنهج، وتستهدف الكُرد بالدرجة الأولى.
الائتلاف يدعم شروط الأنكسي في الحوار الكردي- الكردي
ذكر بشار أن الحوار الكردي ــ الكردي كان محل النقاش بين المدعو “نصر الحريري” وكل من السيد مسعود بارزاني الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق والسيد مسرور بارزاني رئيس حكومة الإقليم، وأن “الحريري” أكد دعمَ الحوار ولكن وفق شروط، وزعم أن الائتلاف يتبنى الشروط الخمسة التي وضعها المجلس الوطني الكرديّ لمواصلة الحوار وهي: (فك الارتباط مع حزب العمال الكردستاني والعقد الاجتماعي ومسألة التجنيد والتعليم والمعتقلين لدى الإدارة الذاتية). وقال: “الائتلاف يدعم الحوار وفق رؤية المجلس الوطني الكردي. وأن المدعو الحريري قال: “إن قوة المجلس من قوة الائتلاف”.
وأضاف: بالنسبة لنا المسألة ليست مجرد انضمام، بل تحقيق الشروط أولاً وهذا ما تم الحديث عنه علناً في الإعلام، وهو قرار المجلس الوطني الكردي، وقد أوضحنا شروطنا منذ البداية. وأكد مجدداً على فك الارتباط مع حزب العمال ليقومَ الائتلاف بعدها بإنشاء إدارة مشتركة، ريثما يتم التغيير السياسي في سوريا”. والسؤال أليست شروط بشار لإكمال الحوار هي مطالب أنقرة نفسها؟ يتساءل مراقب.
المفارقة أنّ بشار الذي يشغل منصب نائب رئيس الائتلاف السوري – الإخواني ويؤكد على أن المجلس الكردي جزءاً من الائتلاف، وأن الميليشيات العسكرية هي جسم عسكري تابع للائتلاف، يتجاهل أن الميليشيات الذي يلتقي أعضاء “الائتلاف” بمتزعميها، هم شركاء الاحتلال، وارتكبوا أسوأ أنواع الانتهاكات من قتل واختطافٍ واستيلاء على الأملاك وتهجير قسري، فيما يسمي كل ذلك بمجرد النواقص والأخطاء. وتجنب المدعو “بشار” ذكر الاحتلال التركيّ، ولو بالإشارة إلى أنه سبب المحنة التي يعاني منها الأهالي في المناطق المحتلة.
تعويم الائتلاف والمجلس الوطني على حساب عفرين
تأتي الزيارة في توقيت تسعى فيه أنقرة إلى تعويم الائتلاف واعتباره الكيان السياسي الذي يمثل المعارضة السورية، مقابل مساعٍ بدأت لإنشاء كيانٍ بديل، وتريد أنقرة أن تُظهر الائتلاف كقوة فاعلة على الأرض ولها حضور وإنجازات في المناطق المحتلة.
قال بشار إنّ الائتلاف لديه قرار بالحوكمة الرشيدة في عفرين وإدارة المؤسسات والقضاء وإبعاد الميليشيات العسكرية عن المدن، وتساءل: وأما إلى أي درجة يمكن إنجاز ذلك فذلك مسألة أخرى.
بشار أكد مراراً على ضرورة وجود الائتلاف في إقليم عفرين ومنطقة سركانيه/ رأس العين، في زيارات متواصلة، وذكر أن لدى الائتلاف برنامج تنظيم الزيارات وهناك أربع مجموعات للقيام بالزيارة، وان يتم اللقاء بالناس وسماع شكاويهم ليعرضوا معاناتهم، كما يجب اللقاء بالفصائل المسلحة، فهذا الوضع حسب تعبيره يجب ألا يستمر، فما يحدث يخالف توجهات “الثورة” وحقوق الناس، وهو ماثل أمام أنظار العالم، ولا يمكننا الدفاع عن الأخطاء.
وهنا بيت القصيد فالمطلوب صياغة صورة شكليّة أمام العالم، وما تبقى سيكون عناوين سيتولى الإعلام الترويج عنه على أنه إنجازات، رغم أن الانتهاكات بحق الأهالي مستمرة.
وأضاف بشار: عفرين وسري كانيه/رأس العين تحتاجان لأشخاص يعملون على الأرض، والائتلاف يقول إن المجلس الكردي يجب أن يعمل في كل منطقة ويلتقوا بشعبهم. وقد ذهب عبد الله كدو إليهم.
ما قاله بشار صحيح فقد حضر المدعو “كدو” إلى عفرين والتقى لصوص الزيتون وزار قبر المدعو عبد القادر الصالح (حجي مارع) الذي شارك في استهداف الكرد في حي الشيخ مقصود، والتقوا بقاتل الشهيدة هفرين خلف.
وادعى بشار أن أهالي عفرين سيشعرون بالراحة عندما يرون أعضاء المجلس بينهم، صحيح أننا لن ننشئ جنة في عفرين أو سري كانيه/ رأس العين أو كري سبي/ تل أبيض، ولكن سنعمل متعاونين مع الائتلاف ونحل مشاكل الناس معاً بشكل جدي وهذا ما يمكن القيام به.
ذكر بشار على لسان المدعو “نصر الحريري” بأنهم جاهزون لتسليم إدارة عفرين للمجلس الوطني الكردي ENKS، وقال إن وجودنا فيها وفي باقي المناطق ضروري، لنفتح الطريق أمام قيادة ENKS لتلتقي بالناس وتنظم الزيارات.
فيما تجنب المدعو بشار ذكر الاحتلال التركي وإدانة الميليشيات، فإنه اتهم حزب العمال الكردستاني بالمتاجرة بقضية عفرين، وسأل ماذا يفعلون في الشهباء؟ وتابع: “من يقول: “إنه سيحرر عفرين لا يمكنه تحرير مترٍ منها”.
وفي تقمص فاضح للدور الوطني المستقل سأل المدعو “بشار”: ماذا يمكن أن نفعل لعفرين ككرد مستقلين ووطنيين؟ أسلم طريق لنا هو الوجود في عفرين.
وأشار أنهم في “الائتلاف” على تواصل مختلف المناطق (عفرين وإعزاز، وجرابلس والباب وإدلب)، وكل ما يحدث في عفرين يصل إلى أعلى الجهات التركيّة.
قلل بشار من أهمية منصات المعارضة الأخرى (موسكو، القاهرة، هيئة التنسيق الوطني)، وأنها جميعاً لم تفعل شيئاً، فيما الائتلاف يحظى بالإقرار الدولي ويسيطر على مناطق، وموقفه بالنسبة للكرد هو الأفضل.
حاول بشار النيل من أطراف كردية أخرى، بإجراء مقارنة غير مباشرة، وسأل هل يمكن مساعدة أهالي عفرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات، فيما نحن جاهزون لتقديم أي خدمة لأهالي عفرين على الأرض. وما يمكن فعله هو مساعدة ولكن عفرين لن تتحرر إلا بتوافق روسي أمريكيّ.
التغيير الديمغرافي:
وحول موضوع التغيير الديمغرافي بدا ” عبد الحكيم بشار” متناقضاً جداً في حديثه، فقد أنكر إمكانية حدوثه في سوريا، بسبب عدم قبوله من قبل الأطراف الدولية، وهذا ما ينطبق على عفرين، وأن من جاء إلى عفرين هم فارون من مناطقهم بسبب الحرب إلى مناطق آمنة، وهم لم يأتوا إليها من أجل التغيير الديمغرافيّ، بل إن المكون العربي هو الذي لديه مخاوف من التغيير الديمغرافي إذ جاؤوا بهم إلى عفرين وتركوا وراءهم بيوتهم وأملاكهم، فيما يتم إسكان الشيعة مكانهم في مناطق ريف دمشق، وأشار إلى أن المخاوف الحقيقيّة للتغيير الديمغرافي هي في مناطق الجزيرة وليس عفرين.