وصل الزيت العفريني المنهوب من قبل الاحتلال التركي والمستوطنين المرافقين للمليشيات الإسلامية، إلى الأسواق الخليجية، حيث تفاجئ الأربعاء، أحد أهالي عفرين المقيمين في السعودية بعبوات زيت الزيتون معروضة في احدى أسواق السعودية ومصدرها من جبال عفرين حسب المعلومات المكتوبة على العبوة.
وتوضح الصورة التي لقطت من مدينة الطائف السعودية، أن الشركة التي قامت بتعبئة الزيت العفريني المنهوب وتصديره إلى الأسواق السعودية هي مؤسسة “محمد سمير التتان” المسجلة في /سوريا-حماه/ وجرى تصدريها خصيصا لشركة “بركات الغوطة” التجارية في السعودية.
وأثارت هذه الصورة سخطاً شديداً من قبل النشطاء الكًرد، على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة من قبل أنباء عفرين المُهجرين، الذين أبدوا استيائهم من سرقة منتوج منطقتهم، من قبل المستوطنين والاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية، ليصار إلى تصديره تحت أسماء تجارية تعود لمن استباح المنطقة وخيراتها وساهم مع المحتل في تهجير أهلها من الكُرد.
وعلقت مجموعة ” دعم مشاريع عفرين الاستثمارية” في صفحتها على الفيس بوك قائلة: «بركات عفرين اصبحت بركات الغوطة!» مشيرة إلى أن المستوطنين يقومون بنهب وسرقة منتجات أهالي عفرين المهجرين والنازحين في مخيمات ريف حلب ويصدرونه إلى الأسواق الخليجية والأوروبية.
وفي تعليق لها حول “وصول زيت عفرين المنهوب إلى الأسواق الخليجية والأوروبية”، استهجنت الصحفية الكُردية، “أمينة مستو” ذلك، وقالت لـ “عفرين بوست”: «بعد فشل كل المحاولات لحماية ربع الموسم على الأقل من السرقة، كان أبي الأكثر حظاً كونه لم يغادر عفرين واستطاع أن يحمي بعض التنكات للمونة بعد أن استولى المسلحون على كل موسم المنطقة».
وتضيف مستو أن «الصدمات تتوالى على المواطنين الذين يعيشون في أوربا ودول الخليج، وهم يرون زيت أهلهم المسروق في الأسواق بشركات تركية أو شركات تابعة لمستوطنين من الغوطة وغيرها من مناطق التسوية في سوريا».
وفي هذا الإطار، نشرت مجلّة “لوبوان” الفرنسيّة، قبل أيّام، تقريراً مفصّلاً حول قيام الاحتلال التركي بنهب محصول الزيتون في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وتصديره إلى الأسواق الأوروبية.
وذكرت المجلة الفرنسية أن قيمة محصول الزيتون الذي قام الاحتلال التركي بنهبه، يبلغ حوالي 130 مليون يورو علاوة على قيامه بتهجير أكثر من 200 ألف كرديّ من الإقليم.
كما ذكرت صحيفة (Publico) الإسبانيّة في تقرير لها أن «هناك عمليّاتٍ تجاريّةٍ غير مشروعة عبر بيع زيت الزيتون المسروق من منطقة عفرين شمال غرب سوريّا والتي تحتلّها قوّات النظام التركيّ إلى دول أوربيّة عدّة».
مؤكّدة أنّه «من المهمّ للغاية أن تقوم الدول التي تستقبل البضائع التركيّة بإجراء تحقيقٍ جنائيّ تحدّد فيه الشركات التي تتعامل بتجارة الزيتون أو الزيت المسروق، وفي حال ثبت أنّه يُباع كأنّه زيت تركيّ فهو خرقٌ واضح للقوانين».
ويذكر أن مجالس الاحتلال والميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي أقدمت وتحت تهم ومسميات عدة، على نهب محصول هذا العام من موسم الزيتون، الذي يعتبر العماد الأساس في اقتصاد الإقليم ومواطنيه، كما فرضت أتاوات كبيرة على سكان المنطقة الكُردية.