عفرين بوست -خاص
منذ احتلالها من قبل الجيش التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له، أقام المحتلون قاعدة عسكرية في قرية تللف التابعة لناحية جنديرس في إقليم عفرين الكردي، ضمن منازل سكان القرية الواقعة على قمة التلة، مع منع سكانها من العودة إلى ديارهم، والسماح للمستوطنين بدخولها والاستيطان فيها.
ونقل مراسل “عفرين بوست” عن أحد سكان القرية قوله: “أقيم وعائلتي منذ احتلال قريتنا في مدينة عفرين، حاولنا مرارا العودة إلى بيوتنا وتوجهنا أكثر من مرة إلى حاجز ميليشيا “الحمزة\ينحدر غالبية مسلحيها من التركمان” للسماح لنا بالعودة، وفي كل مرة كنا نُجابه بالرفض، بحجة أن الجنود الأتراك لا يسمحون بذلك”.
كما تقدم أهالي القرية المهجرون في القرى المجاورة ومدينة عفرين، بشكاوىً إلى المجلس الاحتلال المحلي في عفرين، بغرض التوسُّط لدى جنود الاحتلال، دون جدوى.
وتمكنت 12 عائلة كُردية فقط من العودة إلى “الحي التحتاني” من القرية، من مجموع 65 منزلاً تتشكل القرية منها، ودفعت تلك العائلات مبالغ مالية طائلة لحاجز القرية التابع لميليشيا “الحمزة” لقاء السماح لهم بالعودة إلى منازلهم.
واستجلبت قوات الاحتلال التركي وميليشياته رعاة غنم إلى القرية في وقت سابق، حيث قاموا بنصب الخيام في ميادين القرية للإقامة فيها، ويعمد هؤلاء الرُعاة إلى رعي قطعان مواشيهم بين حقول الزيتون بشكل جائز، ما تسبب بالحاق أضرار بالغة بالحقول الزراعية في القرية.
وفي أعقاب المعارك الدائرة في ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب المجاورة لإقليم عفرين، بين كل من تنظيم جبهة النصرة من جهة وباقي الميليشيات الإسلامية من جهة أخرى، سمحت قوات الاحتلال التركي للمسلحين الفارين وعوائلهم بالاستيطان في المنازل العائدة لمهجري القرية، في حين يقيم أصحاب تلك المنازل في مدينة عفرين والقرى المجاورة، حسب مراسل “عفرين بوست”.
وأقام الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية العديد من القواعد العسكرية في المنشآت المدينة من أبنية سكنية ومدارس، كما حولت قٌرىً إلى قواعد عسكرية دون أدنى اعتبار للقوانين الدولية وحقوق الانسان.
الجدير بالذكر أن الميليشيات الإسلامية عمدت في وقت سابق إلى تدمير وتكسير عدد من القبور في مقبرة قرية “تللف”، بينها ضريح السياسي الكُردي “كمال حنان”، نتيجة وجود كتابات باللغة الكردية عليه.