ديسمبر 24. 2024

ميليشيا “فيلق الشام”.. ربيب الإخوان المسلمين وحارسة النقاط التركية وأرتالها العسكرية، تدير سجون خاصة بمناطق سيطرتها في إقليم عفرين المحتل

عفرين بوست

لا تختلف التشكيلات المسلحة التي جمعها الاحتلال التركي ضمن صفوف ما عرف فيما بعد  بـ “الجيش الوطني” قبيل إطلاق ما سمي بعملية “غصن الزيتون” لاحتلال جيايي كورمينج – عفرين في 2018، في سلوكياتها وممارساتها التي خرجت عن قالب الأخلاق والقانون والشرع، متغطية بستار الدين وبحماية دولة هي الثانية في الناتو.

الميليشيا الإخوانية

ميليشيا “فيلق الشام” أحد ميليشيات “الجيش الوطني السوري” التابعة للائتلاف السوري – الإخواني والتابع لتركيا، تأسست من مجموعة ألوية وكتائب في مارس عام 2014، بالدعم المالي والعسكري المتفاوت عن باقي الميليشيات، نظراً لشبكة العلاقات الداخلية والخارجية من أعضاء ومقربين من جماعة الإخوان المسلمين.

وبدأت مع بداية العام 2014 قتال تنظيم الدولة وطردها من إدلب وحماة واللاذقية وحلب، وركّزت على ضم الضباط المنشقين وتسليمهم مناصب قيادية حساسة.

يحكم ميليشيا “فيلق الشام” ويقودها مجموعة رجال متمثلين بهيثم رحمة ومنذر سراس ونذير الحكيم، وهم من وضعوا الخطوط العريضة للميليشيا منذ تشكيله، واستمروا في توجيهه بدقة عسكرياً وميدانياً وفي المسارات السياسية.

شاركت الجيش التركي في ثلاث غزوات احتلالية لمناطق في شمالي سوريا، التي سُميت بـ”درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام”؛ قائدها العام “منذر سراس- أبو عبادة، عضو الهيئة السياسية للائتلاف”، وقائدها العسكري “فضل الله الحجي -أبو يامن”، و”هيثم محمود رحمة” من قيادات الظل للميليشيا وهو الأمين العام للائتلاف حالياً، و”محمد نذير الحكيم” أيضاً أحد رجال الظل في الميليشيا، عضو الهيئة السياسية للائتلاف.

ويعد الآن أحد أبرز مهام “فيلق الشام”، التابعة لتركيا والمدعومة بشكل لافت عن نظرائها من الميليشيات، مرافقة الأرتال التركية وحراسة نقاط المراقبة.

جرائم الميليشيا في عفرين

منذ سيطرة ميليشيا “فيلق الشام” على بلدات وقرى عديدة في نواحي راجو وبلبله وشرّا، وجنوبي جنديرس، وجنوب غربي شيروا في إقليم عفرين إبان احتلالها في مارس 2018م، ترتكب انتهاكات وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا تقل عن ممارسات وانتهاكات ميليشيا “السلطان سليمان شاه” (العمشات).

تهجير الأهالي

شارك الفيلق مع الجيش التركي في تهجير أهالي ميدان أكبس والقرى المحيطة بها قسراً، وفق برنامج تغيير ديمغرافي ممنهج، فلم يبقى من أصل /500/ عائلة سوى /120/ عائلة من سكان البلدة الأصليين، وقد تم توطين المستقدمين بدلاً عنهم، ولا يزال بعض العوائل الكردية في البلدة خارج منازلها المستولى عليها، مثل عائلتي “إسماعيل سينو وأحمد جومي إسماعيل زادة”. إضافةً إلى طرد إمام وخطيب جامع البلدة السابق ومعاونيه المسنين “محمد شيخو بلو، أحمد موسى بكر” من أهالي البلدة.

الاستيلاء على الأراضي الزراعية والمواشي

يستولي متزعمو وعناصر الميليشيا على آلاف أشجار الزيتون وعشرات هكتارات الأراضي الزراعية في سهول البلدة وفي قرى ميدانا المجاورة وتلك المحاذية للنهر الأسود، عدا السرقات والأتاوى والفدى المالية التي تفرض على الأهالي وقطع الغابات وأشجار الزيتون بغاية التحطيب؛ من بينها “فيلا ومزرعة و/1500/ شجرة زيتون و/10/ هكتارات أراضي زراعية عائدة للمواطن خضر حجي محي وأملاك شقيقيه عبدو و أيوب، /1000/ شجرة زيتون ومنزل لـ محمد إبراهيم (قجيرو)، /800/ شجرة زيتون لـعائلة المرحوم نوري أحمد موسى”.

كما سمحت الميليشيا للرعاة المستوطنين برعي أغنامهم ضمن حقول أهالي قرية ميدان أكبس بشكل جائر مقابل دفع واحد دولار عن كل رأس غنم، في حين فرضت إتاوات (5 آلاف ليرة)على رعاة الأغنام المستوطنين في قرية براد – ناحية شيراوا ريف عفرين الجنوبي مقابل السماح لهم بالرعي ضمن آراضي أهالي القرية.

ويملك متزعمو الميليشيا قطعان الماشية تبلغ نحو 12 ألف رأس غنم، موزعين ضمن ساحات بعض المنازل المستولى عليها في قرية ميان أكبس.

وأصدرت أمراً إداريّاً، في 13 سبتمبر 2021، تمنع بموجبه أهالي قرية براد بناحية شيراوا من التوجّه إلى ممتلكاتهم أو جني محاصيلهم تحت طائلة السجن ودفع إتاوات كبيرة، إلا بعد أخذ موافقة الأمنيات في القرية ودفع إتاوات لها مقابل السماح لهم بالذهاب إلى حقولهم.

ويُذكر أن متزعما الميليشيا في البلدة المدعوان “صليل الخالدي والرائد هشام الحمصي” ، وقد استوليا على فرن المخبز الآلي العائد للمواطن “فائق خاتون” وعلى معصرتي الزيتون لـ “مسلم شيخو (مرجانة) ويحيى دندش (أبو هشام)”، وقاما بتأجيرهما في موسم 2020 فقط بـ /40/ ألف دولار.

سجون التعذيب

أقامت الميليشيا سجن سري في بلدة ميدان أكبس الحدودية – ناحية راجو بإشراف الاستخبارات التركية، تلقى فيه المختطفون والمعتقلون الكُرد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية إلى جانب إخفاء المئات قسراً من خلاله، نذكر منهم المواطن “مصطفى إبراهيم بن مصطفى” (قصاب) /30/ عاماً، من أهالي البلدة والمغيب منذ أربع سنوات، والمواطن “أحمد شيخو بن سيدو وقدريه” /23/ عاماً، من أهالي قرية “كيلا”- ناحية بلبله، والمغيب منذ 29/3/2018م.

كما لها سجن آخر يعرف بسجن إيسكا (غرف ومنفردات) في مبنى “مدجنة المرحوم فاروق عزت مصطفى” بقرية “إيسكا”- شيروا، احتجزت فيه مختطفين ومعتقلين بشكلٍ مستمر منذ مارس 2018م، من مختلف قرى وبلدات نفوذها، ومارست فيه مختلف صنوف التعذيب والمعاملة القاسية، كما أقامت عدة مقرّات عسكرية في قرية إيسكا، وهناك قاعدة عسكرية تركية على تلةً غربي القرية.

ونذكر ممن اختطف واحتجز بسجن إيسكا، المواطن “حسن شكري سيدو” /36/عاماً، المحتجز منذ 16/11/2018م”، وتم إحالته قبل شهر إلى “الشرطة العسكرية” في بلدة جنديرس.

وفيه المواطن “علي خليل بن خليل” /42/ عاماً، من أهالي قرية جلمة، محتجزاً فيه منذ سنة وتسعة أشهر تقريباً.

وقد أفرجت عن المواطن “وليد معمو بن حيدر” /40/ عاماً في 13/5/2021م، من أهالي “إيسكا” بعد احتجازٍ مدة سنة وتسعة أشهر.

وكان المواطن “محمد حسن مستو” من أهالي قرية “بِعيه”- ناحية شيروا، قد توفي بتاريخ 4/6/2021م في إحدى مشافي عفرين بسبب الأمراض التي أصابته، نتيجة التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له في سجن “إيسكا” لدى تلك الميليشيات التي اختطفته مرتين خلال شهري أبريل ومايو 2021.

ولايزال مصير “غزالة منان سلمو” المختطفة منذ 4/12/2020م، و”شاكر شيخو شيخو” المختطف منذ 16/2/2022″ من قبل الميليشيا مجهولاً.

وبتاريخ 24/2/2022م اختفى المستوطن “عبد الرزاق طراد العبيد” مواليد معزراف 1977م ريف حماه ومن قبيلة النعيم، عندما خرج من قرية جلمة – مكان إقامته، ليذهب إلى جنديرس، ولم يعود، وصباح اليوم التالي أخبرت ميليشيات “الشرطة العسكرية” في جنديرس ذويه باستلام جثته، وتبين أنه كان محتجزاً لدى أمنية ميليشيات “فيلق الشام” بتهمة التخابر مع الإدارة الذاتية السابقة، وقد فقد حياته تحت التعذيب؛ حيث استنفر أبناء القبيلة وتوترت الأوضاع في الناحية والقرية، وسط استنفار عسكري في عفرين وجنديرس.

وفي 23 /2/ 2022، تم خطف أربعة مواطنين كُرد بينهم امرأة، من أهالي قرية إيسكا، هم “بيار أحمد شيخو مصطفى وفراس مصطفى كيفو ورودي رفعت كيفو وحميدة محمد مصطفى”. وفي 21 /2/ 2022، تم خطف المواطن “وائل يوسف” البالغ من العمر 21 عاماً.

بينما قامت منذ شهرين بخطف كل من المواطنين “أحمد يوسف حسين، سليمان ذكي مصطفى، نضال محمد نور كيفو، ريناس بحري كيفو، دشتي عزيز بريمو، وعصمت حسن بريمو”، وخطفت المواطن “أيمن محمد علي كيفو” منذ ما يقارب من خمسة أشهر، أما الشقيقان “عمر زياد حمو جملو، وبركات زياد حمو جملو” فقد تم خطفهما منذ قرابة سبعة أشهر.

إضافة إلى الكثير من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها الميليشيا، حيث ذاع صيت “صليل الخالدي وهشام الحمصي” في ميدان أكبس، المتحدرين من محافظة حمص يُرعبان الأهالي بالفساد والانتهاكات وبتغطية من لجنة “رد المظالم والحقوق”، التي يتم إسكاتها من خلال دفع رشاوي وولائم يقيمها المدعو “هشام الحمصي”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons