عفرين بوست
يعيش أهالي ناحية شيه/شيخ الحديد أوضاعاً مأساوية في ظل الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا “السلطان سليمان شاه”، المعروفة بـ العمشات والتابعة للاحتلال التركي، بحق الأهالي من سرقة الأرزاق وفرض الإتاوات الكبيرة والتضييق الممنهج عليهم، بقصد حثهم على الهجرة، بأوامر تركية مباشرة، لاستحداث تغيير ديمغرافي للمنطقة وإنشاء حزام تركماني على طول الشريط الحدودي بين عفرين المحتلة وتركيا.
شيه؛ معتقل غوانتانامو
في السياق، نشرت معرّفات ميليشيات “الجيش الوطني” التابعة للاحتلال التركي مقطعاً صوتياً نُسب إلى أحد أعضاء ما تسمى (لجنة رد المظالم) دون ذكر هويته، بأنهم (أعضاء اللجنة) لاحول لهم ولا قوة فيما يخص انتهاكات ميليشيات “العمشات” وبأن (لجنة رد المظالم) لا تستطيع ولا بأي شكل وقف الانتهاكات المرتكبة بحق الأهالي.
صاحب المقطع الصوتي وصف عفرين المحتلة بـ “الغابة” تحكمها فصائل تنهش بممتلكات المدنيين وأنهم فصائل جائعة تأتي إلى عفرين بحثاً عن الثراء والمنفعة المادية على حساب أبناء المنطقة الأصليين والتضييق عليهم وسرقة ممتلكاتهم.
وكانت ميليشيا العمشات بقيادة “أبو عمشة” قد هددت عبر مختار الناحية بضرورة نفي ارتكاب الانتهاكات بحقهم والاكتفاء بالقول بأن الإتاوات تفرض فقط على موالي الإدارة الذاتية من مهجري الناحية، وبأن هذه الأموال تذهب إلى المجالس المحلية المشكّلة من قبل الاحتلال التركي لتعبيد الطرقات وتمديد شبكات المياه، مشيراً إلى أن من يخالف التعليمات الصادرة من قبل فصيل العمشات، فمصيره الاعتقال والخطف والاستيلاء على كافة ممتلكاته، الأمر الذي أدى إلى اكتفاء الأهالي بالسكوت وتمجيد الفصيل خوفاً من الخطف والاعتقال، من بعد ذهاب اللجنة.
وأشار المقطع الصوتي إلى أنه تم إرسال لجان إلى ناحية شيه/ شيخ الحديد، واستغرب إلى ما توصلت له اللجنة إلى أن المنطقة تعيش بأمان واستقرار، وتساءل كيف تمكن أبو عمشة تغيير موقف النساء اللواتي أقدم على اغتصابهن في وقت سابق، مع العلم أنهنّ خرجن على صفحات التواصل الاجتماعي معلنات أن أبو عمشة أقدم على اغتصابهن.
كما استغرب المتحدث في المقطع الصوتي، من قيام ميليشيا العمشات بتغيير شهادات الأهالي ضدها بالرغم من تقديمهم الشكاوى، واصفاً ناحية شيه/ شيخ الحديد بمعتقل “غوانتانامو” لأن الأهالي لا يستطيعون الحديث أمام أية لجنة خوفاً من الخطف والاعتقال، مؤكداً “أن العمشات فرضت إتاوة على شجرة زيتون 4 دولار أميركي و25 % من محصول الزيتون وأرسل عناصره إلى داخل معاصر الزيتون لأخذ صفيحة زيت زيتون عن كل ثلاثة صفائح من الأهالي”.
كما جاء في التسجيل الصوتي أن ” أحد الفلاحين، يبلغ من العمر 35 عاماً، بدأ بالبكاء خلال اتصال معه، بسبب ما يقوم به أبو عمشة من التضييق عليهم وسرقة قوت يومهم، وبأن مختار الناحية أخبره بأنه هنالك ظلم ولكن هو أيضاً لا يستطيع الكلام خوفاً من فصيل سليمان شاه “العمشات”.
وتتكون (لجنة رد الحقوق) من عناصر ميليشيات الإسلامية – تقودها الجبهة الشامية- الذين ساعدوا الحكومة التركية عسكرياً وسياسياً في احتلال عفرين وارتكبوا الفظائع وجرائم حرب واحتلوا منازل المدنيين واستولوا على الممتلكات وأشجار الزيتون، فكيف لها أن تسترد أملاك المدنيين وتمنع فصيل من ارتكاب الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين.
ذات صلة: