عفرين بوست ــ خاص
تتبع سلطات الاحتلال التركي والميليشيات الإخوانية سياسة متكاملة في التغيير الديمغرافيّ والثقافيّ في إقليم عفرين المحتل، إذ لا تكتفي بإزالة تفاصيل الثقافة والهوية الكرديّة، بل بإضافة نقيضٍ لها، لإنتاج ونشر الفكر والثقافة التي تناسبها.
في وسط مدينة عفرين تعرض البيت الإيزيديَ الذي يحوي نصباً للنبي زردشت مع مجسم قبة لالش وكذلك مقر حركة المجتمع الديمقراطي للقصف والتدمير الكامل، وأزيل الركام، ليتم بناء مدرسة الإمام الخطيب مكانه تماماً.
التغيير في عفرين بدأ مع العدوان عبر التهجير القسريّ واستمر ما بعد إعلان الاحتلال بالتضييق على الأهالي الباقين فيها ومنع من هُجر من العودة، واستقدام مستوطنين وإسكانهم في بيوت أهالي عفري المستولى عليها، ومن ثم اتباع سياسة التغيير الثقافيّ وتغيير المناهج التعليمية ونموذج المدارس.
مدارس الإمام الخطيب هي مدارس الإسلام السياسيّ في تركيا ومنها تخرج أردوغان وعبد الله غول، والتي يعوّل عليها لتكون قناة تمرير الفكر المتطرف. ولم يكن صدفة اختيار موقع المدرسة في مكان البيت الإيزيديّ.
قي 24/9/2021، افتتح مجلس عفرين المحلي التابع للاحتلال التركي “الإمام الخطيب”، والتي قامت بتنفيذها “جمعية الأيادي البيضاء- تركيا ”بتمويل” جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيريّة- دولة الكويت”، وهي المدرسة الدينيّة من هذا النموذج بعد مدرسة جنديرس ومدرسةٍ في بلدة شرّا/شرّان.
من المؤكد أنّ إنشاء المدرس يأتي في سياق عملية متكاملة للتغيير الديمغرافي والثقافي، بالعداء على ثقافة الانفتاح الأصيلة في عفرين، وإحلال فكر التطرف والتكفير محله. وليكون استهدافاً إضافياً لأتباع الديانة الإيزيديّة، بعد مجموعة إجراءات سابقة تضمنت فرض الأسلمة عليهم وإنشاء المساجد ي قراهم وتدمير 16 مزاراً دينيّاً من أصل 19 مزاراً.
وتضم المدرسة تضم 26 قاعة صفيّة، و4 غرف إداريّة، وقدرتها الاستيعابيّة 2000 طالب وطالبة، موزعين على دوامين صباحيّ ومسائيّ، وسيتم افتتاحها خلال الأيام القادمة.