عفرين بوست ــ خاص
لا يقتصر الاحتلال التركي على السيطرة على الأرض والتضييق على الأهالي، بل يتجاوز ذلك إلى السعي إلى احتلال العقول وتغيير ثقافة المنطقة ونشر الفكر المتطرف باسم التعليم وبناء المساجد.
من خلال رصد المواقع والصفحات في مواقع التواصل، وُجِد خبرُ المباشرة ببناء مسجد في قرية إيكيدام التابعة لناحية شرا/ شران، حيث جاء في نص الخبر أن المشروع يأتي في سياق مشروع نور الهدى لإعمار المساجد.
وفي تبرير لإنشاء المسجد كُتب على يافطة الإعلان عن المشروع “مع العلم أنه لا يوجد في هذه المنطقة أي مسجد ويسكن المنطقة أكثر من 600 نسمة” وأن الجهة المشرفة على المشروع هي جمعية العيش بكرامة ــ فلسطين 48 وجهة التنفيذ هي جمعية الأيادي البيضاء Beyaz Eller.
يذكر أنه منذ احتلال إقليم عفرين فتحت سلطات الاحتلال التركي المجال واسعاً للجمعيات والمنظمات ذات التوجه الإخواني بممارسة نشاطاتها بحرية كاملة، فيما تنسق المؤسسات التركية معها مثل الوقف الديني التركي وجمعية الإغاثية الإنسانية التركية IHH. والغاية هي زيادة عدد منابر التطرف في المنطقة.
ومن مشاريع بناء المساجد التي تُنفذ بالتنسيق بين جمعية العيش بكرامة ــ فلسطين 48 وجمعية الأيادي البيضاء بناء مسجد في قرية تل طويل التابعة لناحية جندريسه/ جنديرس، على أرض زراعية تم الاستيلاء عليها من صاحبها.
وتنفذ جمعية الأيادي البيضاء مشروع بناء مسجد في قرية قطمة التابعة لناحية شرا/ شران، رغم وجود مسجد منذ أكثر من خمسين عاماً فيها، ومسجد رابع في قرية تل حمو في ناحية جندريسه، ومن المزمع أن تبدأ ببناء مسجد الذاكرين في مدينة عفرين قرب دوار كاوا.
وإذ لا اختلاف على بناء المساجد أو ممارسة العقائد الدينيّة، إلا أن المشكلة تكمن بأسلوب البناء عبر الاستيلاء، والفكر الذي يتم ترويجه على منابر المساجد، ويذكر أن مسلحاً اقتحم مسجد أسامة بن زيد بحي المحمودية وقاطع إمام المسجد الكردي “الشيخ أمين” وهدده، وقال إن ما يتم الاستيلاء عليه في عفرين ليس حراماً، بل هو غنيمة، فالمطلوب دينٌ يشرعن الاحتلال والانتهاكات والتغيير الديمغرافي.
وبالمثل فإن بناء المدارس، يتم عبره استهداف الأطفال، والعبرة ليست بمجرد بناء المدارس وإنما بالمنهاج الذي تم إقراره، وهذا سر نشاط الجمعيات الإخوانية في بناء المدارس.
وتشرف جمعية الأيادي البيضاء على بناء مدرسة كويت الخير في ناحية جندريسه وترميم مدرسة قطمة ومدرسة النور التي ستقام على أنقاض البيت الإيزيديّ الذي دمره العدوان التركي، كما يتم العمل على مدرسة ثالثة لمرحلة التعليم الأساسي.
وأما الأسلوب الثالث فهو توزيع المعونات الإغاثية والتي تختص بالمستوطنين، دون أهالي عفرين الكرد الأصليين الذين تتم سرقتهم وسلب أملاكهم وتضييق سبل العيش عليهم لدفعهم للتهجي.
وأما تمويل مشاريع المساجد والمدارس والإعانات الإغاثيّة فيأتي من جمعيات تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين من أمثال جمعية الشيخ عبد الله النوري الكويتية وجمعية القلوب البيضاء المصرية، وجمعية المناشدة الإنسانية، وجمعية الرحمة العالمية وجمعية العيش بكرامةــ فلسطين ــ 48، وجمعيات قطرية مثل قطر الخير قطر ومن البحرين مثل جمعية رحماء بينهم وجمعية الإصلاح، إضافة إلى جمعيات سورية.