عفرين بوست ــ خاص
أقدم مستوطنون يعملون رعاة أغنام بمشاركة عددٍ من المسلحين على الاعتداء بالضرب المبرح والوحشي على المواطن الكرديّ المسن “فريد حسو أبو سليمان” من أهالي قرية ياخور/ كاخرة ــ ناحية موباتا، ما أسفر عن كسر في ساعده الأيمن ونزف.
وقعت الحادثة يوم 4 أبريل الجاري، عندما حضر المواطن المسن “فريد حسو” رفقة ابنه “محمد” إلى حقله الكائن في قرية كوركان بغاية حراثة الأرض، وفوجئوا بوجود اثنين من المستوطنين رعاة الماشية وقد سرحوا الأغنام في الحقل، فطلب منهما إخراج الماشية من الحقل.
كان المواطن فريد منشغلاً مع ابنه بفلاحة الحقل عندما شاهد الأغنام تأكل من شجيرات الزيتون الصغيرة، فقال للرعاة: حرام الغنم ياكل من نصبات الزيتون الصغيرة، ليجيب أحدهما بشتمه وشتم الزيتون، وأشهر كلٌّ منهما سكيناً مهددين، ورموه بالحجر وأصابوه بيده اليسرى.
وبذلك غادر الراعيان إلى بستان كروم مجاور فيما كانت أصواتهما تسمع وهما يشتمان، وفي هذه الأثناء حضر ابنه “محمد” وقريب له، ذلك لأن ابنه يقود الجرار في حراثة الأرض طولاً، ومجدداً طلب المواطن “فريد” من الراعيين المغادرة لئلا تتطور المشكلة، إلا أنهما ردا بالشتم مجدداً والتهديد، وقالا إنهما سيذهبان إلى المقر العسكريّ القريب ويستقدمان مسلحين لضربه.
لم يمضِ زمنٌ طويلٌ وكان الفتى “محمد” قد وصل إلى الطرف الأقصى للحقل ويدور ليعود بالجرار عندما وصل الراعيان رفقة عدد من مسلحي المقر وبادروا إلى ضرب الفتى بالعصي واللكمات على مرأى من والده الذي كان يحث الخطى إلى الطرف الآخر من الحقل، وشاهد الدم يتفق من أنف ابنه وفمه وصرخ فيهم طالباً التوقف عن ضربه وتركهما لشأنهما، وصدم بمشهد ابنه يميل على مقود القيادة وقد فقد وعيه نتيجة الضرب. واعتقد بأنه فارق الحياة لتوه.
صرخ المسن في الحقل يستصرخ الناس في الجوار لإعانته وإنقاذه، لم يكتف المعتدون بضرب الفتى وانقلبوا إلى أبيه وضربوه بقسوة على ساعده الأيمن، فيما كان منشغلاً في تلك اللحظات بإنزال ابنه على الأرض، وواصل الصراخ مستنجداً، بعدها حضر شقيقه بسيارة رفقة آخرين وتم إسعافهما إلى المشفى.
تخطى الحادث في أسلوبه درجات التنمر الذي يقتصر عادة على توجيه الكلام سباً وتهديداً، إلا أنّ ما فعله المعتدون كان شروعاً تاماً بالقتل، والوسائل المستخدمة تؤكد النية بدءاً من إشهار السكين والضرب بالعصي على رأس الفتى.
الوضع الصحي للمسن “فريد” مستقر حالياً وتبين أنّ لديه خلعاً في كتفه الأيمن مع جرح عميق نسبياً تحت الأذن الأيمن تمت خياطته، وأما الفتى “محمد” فحالته مستقرة، ولم تُكشف أذية في رأسه بعد الكشف في المشفى.
كثيرة هي حوادث الاعتداء التي يرتكبها رعاة الأغنام في عفرين المحتل بحق أصحاب الحقول، وغالباً لا يتقدم الأهالي شكاوى بصددها، وكل الشكاوى يتم تجاهلها، وفي بعض حوادث الاعتداء تجبر الميليشيات الأمنية الأهالي على التصالح مع المعتدين، فيما انتهت بعض الحوادث إلى الوفاة إما نتيجة الضرب المباشر أو قهراً.
في 22/4/2020، منع المسن الكرديّ “علي محمد أحمد” الملقب عليكي (74 عاماً) في بلدة ميدانكي ــ ناحية شرا/شران، ثلاث رعاة أغنام من تسريحهم في حقله، فضربوه بالعصي واللكمات بكلّ قسوة، ما أدى لوفاته أثناء إسعافه إلى المشفى بمدينة عفرين. وقال الجناة “نحنا حررنا هاي الأرض بدمنا وبيحقلنا نسرح الغنم وين ما بدنا أغنامنا، وأنتو الكراد تتركوا هاي الديار”.
وفي 25/5/2020 ثاني أيام عيد الفطر، توفي المسنُّ العفرينيّ “نظمي رشيد عكاش” (64 عاماً) من قرية موساكه ــ ناحية راجو، نتيجة أزمةٍ قلبيّةٍ إثر مشاجرة مع رعاة بسببِ رعيهم الأغنام في حقلِ الزيتونِ يعود له.