عفرين بوست ــ خاص
لا تنفك المعلومات تتضافر حول وجود عناصر سابقة من تنظيم “داعـش” الإرهابيّ في إقليم عفرين المحتل، بعدما أصبحت المناطق الخاضعة للاحتلال التركيّ ملاذات آمنة لهم، يتحركون بينها بحرية تامة وبموجب بطاقات شخصية صادرة عن المجالس المحلية التابعة للاحتلال التركي.
أفاد مراسل “عفرين بوست” بمعلومات تفيد بوجود عدد من عناصر “داعـش” في عفرين المحتل، وأنهم يتحركون بحرية فيها ومن بين هؤلاء العناصر، المدعو “أبو عبد الله العراقي” وكان يعمل بصفة شرعي لدى ميليشيا “أحرار الشرقيّة”، ويسكن في منزل في شارع الملاهي، بجوار مقر المدعو “أبو جمو شرقية” فيما يسكن المدعو “أبو عائشة العراقي” في منزل في محيط مشفى ديرسم.
ويسكن جهادي يُعرف باسم أبو الوليد من الجنسية المغربية في مدينة عفرين على طريق ترندة. وهناك العديد من عناصر “داعـش” السابقين يسكنون في حي عفرين القديمة الشارع المقابل لمحل الفوال “أبو جودت”، في مقر المعو “الشيشاني” وهو متزعم في ميليشيا “السلطان مراد” ولم تعرف أسماء هؤلاء.
وفي حي الأشرفية يسكن عنصر آخر ينحدر من محافظة دير الزور، وكان شرعياً في ميليشيا “أحرار الشرقية” ومتزوج من امرأة اسمها “حسناء”.
وفي مدينة جنديرس عُرف من العناصر غير السورية المدعو “أبو البراء التونسيّ”، ويعمل مع ميليشيا “أحرار الشام”، والمدعو “أبو خباب العراقي” ويعمل مع ميليشيا “جيش الشرقية” وهو دائم الانتقال ما بين جنديرس ومدينة تل أبيض المحتلة.
وأضاف المراسل أنّ كل عناصر “داعـش” تم استخراج بطاقات شخصية لهم من المجلس المحليّ لتسهيل تنقلاتهم ومعظمهم ينحدر من محافظة دير الزور، بالمقابل يتم التضييق وعرقلة إجراءات الحصول على البطاقات الشخصيّة بالنسبة للمواطنين الكرد العائدين إلى المنطقة بعد سنوات من التهجير القسريّ.
وأشار المراسل إلى ثمانية عناصر من أصول أوزبكية يسكنون في قرية ترندة قرب فيلا الدكتور حسن عبد المجيد وعددهم ثمانية، وكان عددٌ من الأوزبك قد وصل إلى عفرين قبل سنيتن تقريباً، وسكن بعضهم في قرية ترندة فيما سكن الآخرون في منطقة جبل ليلون (جبل الأحلام وقرية باصوفان الإيزيديّة).
فيما لا يعرف عدد عناصر الذين تم احتجازهم في السجون في عفرين أو الذين تم تسهيل تهريبهم إلى الأراضي التركية من قبل الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ. فيما سهلت ميليشيا الشرطة العسكرية في عفرين المحتلة فرار ثلاث سجناء من المشفى العسكريّ بينهم المدعو “فراس سالم” الملقب “أبو بكر زيد” وهو عنصر خطر من “داعش” الذي تمكن من الهرب إلى مدينة الباب المحتلة.
تركيا لديها سجل عن كل عنصر داعشي
صرّح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، بتاريخ 24 مارس، ونشر لقاء متلفزاً على صفحة المرصد، وتساءل هل الدول الغربية لا علم لها بوجود عناصر من داعش في صفوف ما يسمى الجيش الوطنيّ، وتابع: أعتقد أنّهم يعلمون بشكلٍ جيد بوجود هؤلاء، وأنّهم قد يشكلون خطراً في مرحلةٍ من المراحل على السوريين قبل الغربيين، ولكن الواقع أنّه على ما يبدو هناك من لا يريد أن يتحدث ويزعج تركيا التي هي بشكلٍ أساسيّ راعية للتنظيم بشكل واضحٍ.
وأضاف عبد الرحمن هناك عراقيون في صفوف ما يسمى “الجيش الوطنيّ” تحت أسماء سورية ويحملون بطاقات شخصية سورية يتنقلون بين مناطق سيطرة الجولاني ومناطق التي تحتلها تركيا في عفرين والباب وجرابلس، أي أنّ عناصر “داعش” باتوا يعملون بحريّة تحت عباءة “الجيش الوطني”.
ونفى عبد الرحمن الفكرة التي يروّج لها البعض بأنهم كانوا عناصر غرر بهم ليكون في صفوف “داعش”، مؤكداً أنّ المسألة تنطوي على إيمان بفكر “داعش” ووحدهم الأطفال يمكن التغرير بهم، وأن كل من انتسب إلى هذا التنظيم يؤمن بما يقوم به.
وأوضح عبد الرحمن أن كل ما يجري في المناطق المحتلة يتم بعلم الاستخبارات التركية ولديها سجل عن كل عنصر كان مع “داعش”.
وتساءل عبد الرحمن كيف تستهدف تركيا عابري الحدود وتقتلهم ولا تعلم من هو موجود في صفوف ميليشيات “أحرار الشرقية والحمزات والسلطان مراد” ولدى الفصائل الأخرى، هذه الفصائل كان لديها كتائب مستقلة في الباب وغيرها.
كل ما يجري في المناطق المحتلة هو برعاية الاستخبارات التركية وكل من يعبر الحدود من هؤلاء أيضاً بعلمها ليس الآن فقط بل قبيل تأسيس التنظيم كان كل شيء يجري بالتنسيق مع الاستخبارات التركية وما نشاهده اليوم من انتقال هؤلاء من سوريا إلى تركيا ومن ثم إلى روسيا يتم بعلمها.
وذكر عبد الرحمن أن المناطق الخاضعة للاحتلال التركيّ باتت ملاذاً آمناً لعناصر داعش وكانوا مسيطرين عليها في مرحلة سابقة. فقد كان “داعش” يسيطر على مناطق الباب وجرابلس وأن لديه حاضنة بصورة أو بأخرى. وإذا لم تكن هذه المناطق ملاذاً آمناً له لما عاشوا فيها وجاؤوا بعوائلهم إليها.
“التنـظيم” أداة من أدوات الاستخبارات التركيّة تستخدمها حين الطلب، وقد أدخلت عشرات آلاف الإرهابيين وتستخدم في سوريا، وتركيا على عِلم بسفر عناصر “داعش” إلى روسيا بشكلٍ أو بآخر.
تعود العلاقة بين ما يسمى “الجيش الحر” وتنظيم “داعش” الإرهابيّ لسنوات، ويذكر أنّه في 6/8/2013 سيطرت فصائل ما يسمى الجيش الحر على مطار منغ العسكريّ، وفي مقطع احتفالي مصور تحدث المدعو “عبد الجبار العكيدي” عن احتلال المطار، وأشار إلى مشاركة تنظيم “داعش” في عملية السيطرة على المطار وأطلق شعارات إسلامية كالتي يطلقها “داعش”، وتحدث من بعده في المقطع نفسه المدعو “أبو جندل المصريّ” الذي أكد مشاركة “داعش” والذي وصف السيطرة على المطار بـ”الفتح”، مؤكداً التعاون مع فصائل ما يسمى “الجيش الحر”.
ويوم احتلت القوات التركية مدينة جرابلس في 24/8/2016، ومن بعدها مدينة الباب في 22/2/2017، لم يكن هناك أيّ مشهد لأسرى من “داعش” كما جرى في الباغوز في مارس 2019، كما نفذت عدة عمليات تصفية لقياديي الصف الأول لتنظيم “داعش” في المناطق الخاضعة للاحتلال التركيّ وشملت اثنين من متزعمي التنظيم.