عفرين بوست ــ متابعة
ضمن فعالية ثقافية تضمنت محاضرة ومعرض صور في دمشق، دعا ممثلون عن منظمة “اليونسكو” وخبراء آثار إلى وقف تعديات تركيا والميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ على آثار إقليم عفرين المحتل.
وافتتحت المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة للحكومة السورية في مدينة دمشق، أمس 29 يناير، معرض صور لمعبد عين دارا الأثريّ في عفرين، على سور حديقة المتحف الوطني، ضمن فعالية شملت محاضرة بعنوان “عين دارا وآثارها”.
وحضر افتتاح المعرض عدد من مسؤولي وزارة الثقافة وممثلون عن منظمة “اليونسكو”، وخبراء آثار، وإعلاميون، وضم المعرض أكثر من 50 صورة فوتوغرافية، أبرزت جمال المدينة الأثرية وتنوع آثارها. وندد الحضور بـ “العدوان التركي” على تل عين دارا الأثري، وتعرضه لدمارٍ كبير بسبب القصف التركيّ.
وتحدث رئيس قسم الآثار في المتحف الوطني بدمشق الدكتور محمود حمود في محاضرة بعنوان “عين دارا وآثارها” عن موقع عين دارا والفترات التاريخيّة فيه، وتوزع البقايا الأثرية في الموقع ومخطط المدينة القديمة التي تتألف من الأكروبول والمدينة المنخفضة، إضافة إلى أهم ما اكتشف في المدينة المرتفعة (الأكروبول) معبد عين دارا الآرامي المهم في الطبقة السادسة وهي أقدم الطبقات الأثرية.
واستعرض حمود الأضرار التي تعرض لها موقع ومعبد عين دارا نتيجة عدوان النظام التركي على المنطقة، وقصف الموقع وتجريفه باستخدام الآليات الثقيلة ما ألحق أضراراً بالغة وكارثية بهذا المعلم الاستثنائي، وأدت أعمال التجريف الهمجية إلى تدمير السويات والبقايا الأثرية في الموقع.
وقال حمود: إن “العدوان التركيّ تسبب في تدمير العديد من الآثار المهمة في المدينة، منها المسرح الروماني، والحمامات الرومانية، والجامع الكبير، والمدرسة الدينية”.
وأوضح أن الآثار الموجودة في عين دارا هي جزء من التراث العالمي، وأن تدميرها هو خسارة كبيرة للإنسانية، معرباً عن أمله بأن يساهم المعرض في إبراز أهمية مدينة عين دارا الأثرية.
وخلال المعرض وجّه ممثلون عن منظمة “اليونسكو” نداءً دولياً لوقف العدوان التركي على الآثار في سوريا. وقالت المنظمة إن القصف التركي تسبب في تدمير العديد من المواقع الأثرية الهامة في سوريا، بما في ذلك مدينة عين دارا، مؤكدةً أن تدميرها هو خسارة كبيرة للإنسانية، وأن هذه الآثار هي جزء من التراث العالمي. ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف العدوان التركي على الآثار في سوريا، وحماية هذا التراث بشكل كامل.
وعين دارا مدينة أثرية تبعد 6 كم جنوب مدينة عفرين، وهي مدينة تاريخية وأثرية تعود إلى العصر الآرامي ما بين عامي 1200 – 740 قبل الميلاد، وتتكون من آثار ومعبد يضم تماثيل مختلفة ونقوش وآثار أخرى. وكان المعبد مخصصاً لعبادة الآلهة عشتار ورب الطقس.
أما موقع تل عين دارا الأثري الذي يحتضن المعبد فيتألف من قسمين أحدهما المدينة العليا ويرتفع عن حوض عفرين نحو 40 م، وطوله 125م وعرضه 60 م، وقسم منخفض وهو كبير واسع المساحة ويسمى المدينة السفلى، طوله 270 م وعرضه 170 م وارتفاعه 30 م، ويحيط بالموقع سور مرتفع تتخلله عدة بوابات.