سبتمبر 20. 2024

أخبار

معتقلة سابقة: سلطات الاحتلال التركي تحاول تجنيد المعتقلين والمختطفين للعمل لصالحها كجواسيس في عفرين

عفرين بوست – متابعة

أكدت المواطنة “فاطمة شعبو” من أهالي موباتا/ معبطلي، أن سلطات الاحتلال التركي كانت تحاول تجنيد المعتقلين من أهالي عفرين للعمل كعملاء لصالحها، خلال فترة تواجدها في سجون الاحتلال.

وقالت “شعبو” خلال مقابلة نشرتها وكالة ANF في 7 فبراير الجاري، إن الدولة التركية كانت تمارس أبشع عمليات التعذيب ضد أهالي عفرين، وقد فقد أربعة من رفاقها حياتهم تحت التعذيب.

وكانت “فاطمة شعبو” عضوة في الأسايش بناحية موباتا إبان الغزو التركي لإقليم عفرين، ووقعت في الأسر  خلال محاولتها إنقاذ رفاقها في فبراير 2018، ولاقت شتى أنواع التعذيب على مدى ثلاثة أشهر، بعده ضغطت ميليشيا “السلطان مراد” عليها وعلى ومجموعة من رفاقها كي يقوموا بالتجسس لصالحهم، إلا أنها لم تستجب لهم وتمكنت الخروج من عفرين والوصول إلى حي الشيخ مقصود في حلب لتنضم ثانية إلى عمل الأسايش.

تفاصيل الاعتقال والتعذيب

وأوضحت “شعبو” كيف تم تعذيبها واستجوابها ونقلها لمقر عسكري في تركيا، وقالت: أخذوني إلى مكان في تركيا، وضعوا عصابة على عيني، لم أكن أعلم أين أنا، لكن كان مكاناً عسكرياً، ثم كبلوني ووضعوا العصابة على عيني مرة أخرى، وبدأوا باستجوابي، ولكوني لا أعلم التركية فقد كان المرتزقة يقومون بدور الترجمة، مارسوا علي شتى أنواع التعذيب، واستمر التحقيق لمدة ثلاث ساعات، اكتفيت خلالها بالصمت، كنت أتحدث في قرارة نفسي وأقول طالما وقعت في الأسر فليقتلوني، كانوا يطرحون الأسئلة ويقومون بضربي وشتمي، في الحقيقة لم أعد أعلم ما جرى لي فقدت صوابي، ثم صوبوا المسدس إلى رأسي وقالوا سنقتلكِ إلا أنهم لم يقتلوني بل وجهوا إلي بعض الشتائم وانهالوا علي بالضرب وعذبوني.

وذكرت “شعبو” أنه بعد استجوابها وتعذيبها من قبل المخابرات التركية  نُقلت إلى زنزانة أخرى مقيدة ومعصوبة العينين، وأن الزنزانة تعود لميليشيا “السلطان مراد”،  وقالت: “أخذني المرتزقة إلى حجرة التعذيب، وعرضوا أدوات التعذيب، وهددوني إن لم أقل الحقيقة فسوف يمارسونها علي، كما قالوا بأن الأتراك  سيأتون في الصباح ويحققون معك، وسوف تقولين الحقيقة، في اليوم التالي، جاءت المخابرات التركية وطرحوا نفس الأسئلة مرة أخرى، في ذلك الوقت لم تكن عفرين محتلة بعد، سألوني أين مكان الأسلحة الثقيلة والرفاق، كنت دائما أجب “لا أعلم”، عذبوني مرة أخرى، ثم اقتادوني إلى الزنزانة، ومكثت فيها، كانوا ينهالون علينا بالشتائم والضرب، وعندما احتلوا عفرين، جعلونا نشاهد بعض المشاهد التي أظهرت كيف دمروا تمثال كاوا الحداد، وكيف احتفلوا باحتلالهم لعفرين، كانوا يحاولون هزيمتنا نفسياً كي نخون رفاقنا.

وتابعت “شعبو” أن أعضاء من وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة و الأسايش وقوات الدفاع الشعبي كانوا في الزنزانة، بالإضافة إلى أعضاء من المؤسسات المدنية مثل الكومينات والمراكز النسائية.

وقالت: كان السجن يكتظ بالمعتقلين، كانت المرتزقة تمارس التعذيب بشكل كبير على الرجال، وفي كثير من الأحيان كانت تعذبهم أمام أعيننا، وتنهال عليهم بالضرب كل ليلة، كان صوت صرخاتهم يقض مضاجعنا حتى الصباح، كانت حلقة التعذيب تبدأ الساعة 12 وتستمر حتى الساعة 06:30 صباحاً. استشهد بعض الرفاق تحت التعذيب، كانوا يواصلون تعذيبهم لعدة ليالي إلى أن تلفظوا أنفاسهم الأخيرة في غرفة التعذيب، ثم يقولون مات، رأيت هناك كيف استشهد أربعة من رفاقنا تحت التعذيب، كان مهجعنا مقابل مهجع رفاقنا الشباب، كنا نرى آثار التعذيب عليهم عندما كانوا يأتون بهم من غرفة التعذيب، كانوا يقولون سنأخذكم للاستحمام، إلا أننا كنا نراهم ملقين في الممرات، كانوا ينهالون عليهم بالضرب أمام أعيننا.

الإفراج بعد 3 أشهر

“في يوم جاؤوا وقالوا لي ولثلاثة من رفيقاتي في قوات الأمن الداخلي بأن مدة حكمنا قد انتهت وسيفرجون عنا، وقد تحدثوا معنا قبل الإفراج وأكدوا علينا البقاء في عفرين بالقول ستعملون لصالحنا وستفيدوننا بمعلومات عمن يأتي إلى عفرين ومن يخرج منها؛ عندما تم اعتقالي كنت متزوجة وكان لدي ابنة، وحينها لم أكن اعرف شيئا عن عائلتي، لقد أودعوني لبيت والدي وبقيت في عفرين لمدة شهر وعشرة أيام، وحينها تمكنت من التواصل مع عائلتي، كان زوجي وابنتي متواجدان في مناطق الشهباء، لقد حدث تغيير كبير في عفرين، لم تعد عفرين السابقة التي كنا نعيش فيها بحرية؛ لقد حولوا عفرين إلى مركز للتعذيب والظلم، لم أكن استطيع الخروج من المنزل كي لا يتم اعتقالي مرة أخرى، وبعدها تمكنت من الخروج من عفرين والتوجه لمناطق الشهباء وهناك توجهنا أنا وعائلتي إلى حي الشيخ مقصود في مدينة حلب.”

فقدَ العديد من السجناء حياتهم تحت وطأة التعذيب الذي مارسته السلطات الاحتلال التركي في السجون، كما تؤكد الأدلة الموثقة بنقل بعض السجناء إلى تركيا في تجاهل للقانون الدولي ومحاكمتهم هناك والحكم عليهم بالسجن المؤبد.

كشف التقرير السنويّ الذي نشره “مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا” في يناير 2022، حول التعذيب في السجون، وجود أكثر من ثلاثة آلاف معتقل سوريّ مازالوا محتجزين في سجون تُشرف عليها قوات الاحتلال التركي وميليشياتها المسلحة.

وقال التقرير إنَّ نحو 200 معتقل نُقلوا إلى الأراضي التركيّة للمحاكمة، بينهم 85 مواطناً صدرت بحقهم أحكامٌ قاسيةٌ، ونحو 8453 شخص اعتقلوا واختطفوا من قبل ميليشيات “الجيش الوطنيّ” وبقية الأجهزة الأمنيّة، وتم توثيق تعرّض (1299) شخصاً منهم للتعذيب، وأُفرج عن قرابة 5410 منهم، فيما مصير بقية المعتقلين مازال مجهولاً، وأنّ 172 شخصٍ توفوا نتيجة التعذيب، وبلغ عدد الذين أُفرج عنهم مقابل دفع فدية 1605 مواطن.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons