أصدر المكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا-يكيتي، تقريراً تطرق من خلاله إلى خسائر موسم الزيتون في إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا خلال موسم العام 2018.
وجاء في التقرير: “تتكشف أكثر فأكثر، مرامي سياسات حكومة أنقرة العدائية نحو الكٌـرد عموماً، ومدى تشددها في إنكار وجودهم ودورهم التاريخي الحضاري والإنساني في المنطقة، ومحاولاتها الحثيثة لنفي كفاحهم من أجل قضاياهم القومية العادلة وقضايا الديمقراطية والمرأة وحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، بل وتسعى لإلصاق تُهم الإرهاب والانفصالية ومعاداة الشعوب بهم”.
وأضاف المكتب الإعلامي: “سياسات أنقرة تلك ومطامعها من خلال تصريحات مسؤوليها الشوفينية والهجومية، ومن خلال تهديدات تركيا باجتياح مناطق شمال شرق سوريا، وممارساتها في منطقة عفرين المحتلة، إذ يتصدرها تغيير ديمغرافي ممنهج وقمع واضطهاد متواصل، حيث أن ألاف من مسلحي إدلب المهزومين مؤخراً أمام هجمات جبهة النصرة (المصنفة إرهابية) قد دخلوا المنطقة مع عوائلهم، وأُسكنوا في منازل شاغرة وغير مكسية بمدينة جنديرس وغيرها، وبعضهم في مخيمات، بتخطيط تركي، إضافةً إلى جملةٍ من انتهاكات وجرائم يومية، وعلى سبيل الذكر نستعرض وقائع بعض القرى والبلدات:
– روباريا-جبل ليلون: قرى (جلبر، كوبله، ديرمشمش، زريكات، باسليه، خالتا)، أكثر من /180/ عائلة ممنوعة من العودة إليها، وهي مشردة بين مدينة حلب وقرى مناطق النزوح في شمالها، حيث تم منع الأهالي من جني محاصيل حقولهم من الحبوب، وسُرقَ أكثر من نصف حقول أشجار الزيتون، وتعرضت منازلهم وممتلكاتهم للنهب والسلب، حيث يتمركز فيها جنود أتراك ومسلحون، بمقرات عسكرية فاصلة عن الجيش السوري.
– قرية تللف: تمركز عسكري تركي في أعلى قمتها واستيلاء على منازل، كان إجمالي عائلاتها حوالي /60/، عاد منها فقط /12/، بسبب منع الجيش التركي، رغم تقديم عشرات العوائل لشكاوى وطلبات العودة لجهات مختلفة ودون جدوى، بينما يُسمح بإسكان عوائل عربية وافدة من المسلحين ومن مهجري الغوطة وغيرها، لتصل إلى أكثر من /50/ عائلة، حيث بعضها يسكن في خيم قرب القرية ومعها مئات المواشي.
– قرية قرمتلق: كان إجمالي عائلات القرية حوالي /200/، عاد منها بعد الاحتلال ما يقارب /138/، ولم تستطع /12/ عائلة استلام منازلها، والبقية موزعة بين حلب وريفها الشمالي وغيره، أما عائلات الوافدين (مسلحين ومهجرين) فهي بحدود /174/ عائلة؛ ونسبة الأتاوى المفروضة على انتاج زيت الزيتون فيها (10% للمجلس المحلي+10% للفصيل المسلح)، مع استيلاء كامل على حقول /11/ عائلة، تحوي ما يقارب /7/ ألاف شجرة زيتون.
– بلدة كفرصفرة: عدد العائلات قبل الاحتلال /1000/، العائدة منها /850 /، حوالي /150/ عائلة من الوافدين.
– قرية دُمليا: عودة /١٣٠/ عائلة من أصل /٢٥٠/، وفيها بحدود /٤٠/ عائلة من الوافدين. بعد دخول الجيش التركي إليها، تم حرق أربعة منازل عمداً للمواطنين (جميل بكر موسى، شيخو إبراهيم، اسماعيل ابراهيم جميل، اسماعيل شيخو)، وأثناء القصف أُصيب حوالي /٥٠/ منزل بأضرار مختلفة.
– قرية حسن- راجو: سرقة كافة محتويات منزل المواطن عابدين عمر من قبل مجموعة مسلحة، منذ عشرة أيام.
– قرية كيلا-راجو: مجموعة حوالي /120/ مسلح من فصيل “الزنكي” المهزومة أمام جبهة النصرة والمنتقلة إلى منطقة عفرين، اقتحمت القرية اليوم، وقامت بحملة مداهمات للمنازل وسرقة محتويات بعضها ومقتنيات وأموال، وتهديد الأهالي، والاستيلاء على بعض المنازل.
– حي الأشرفية- عفرين: هناك قاعدة عسكرية في مدرسة التقدم بأعلى قمته، واستيلاء الجيش التركي والمسلحين على فيلا عائلة عربو-قيبار وعلى حوالي /٩٠/ منزل حولها، إضافةً إلى منازل أخرى مستولى عليها من قبل الوافدين والمسلحين ومهجري إدلب مؤخراً في حارة الفيل”.
وأكد المكتب الإعلامي أن “أهالي قرى تللف وسهول جومه من الرعي الجائر لقطعان مواشي الوافدين إلى المنطقة بين حقول المزروعات وأشجار الزيتون، مما يسبب لها أضرار جسيمة، دون أن يجرؤوا على المنع أو الشكوى لدى سلطات الاحتلال التي تدعم الوافدين والمسلحين ولا تردعهم عن إلحاق الأذى بأهالي المنطقة والاضرار بممتلكاتهم أو سرقتها. وفي هذا الشتاء يُقدم الوافدون على قطع أشجار الزيتون والحراجية وأشجار الصنوبريات والسنديان بمختلف أنواعها في جبال ومواقع عديدة، حيث تبين بعد إزالة الجيش التركي لقاعدة عسكرية في موقع جبل جرقا-راجو إقدامه على قلع ما يقارب /280/ شجرة زيتون عائدة للمواطن حسين أحمد قاووق من قرية كيلا، وتجريف وحفر أرضها، إضافةً إلى قطع أشجار في جبال قرى قاسم وديك وشيخ وقرب مزار مقبرة بلدة ميدانكي أيضاً، وقطع شجرة سنديان معمرة وأشجار بلوط بجوار مزار (صِيبَح) بين قريتي حجيكا و قده-راجو”.
ومن جهةٍ أخرى ذكر المكتب أن ملف الاختطاف والاعتقالات “زاخر بالانتهاكات، فمنذ أواخر شهر آذار 2018م، تم اعتقال المواطنين (جوان يوسف، إيبش حبش كله، خليل حسن حسن، عويل عبد الرحمن بعبو، ولات حسن طشي، محمد زكريا تاتار) في قرية عربا-معبطلي، وكذلك اعتقال كل من (محمد كالو، درويش درويش) في قرية كفرزيت منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ولايزال مصير هؤلاء مجهولاً”.
وحول موسم الزيتون، ذكر المكتب الإعلامي أوضح أنه قد حصل على معلومات وتقديرات من عدة مصادر مطلعة، رغم صعوبة الحصول على احصاءات دقيقة، لخصها في التالي:
– عدد أشجار الزيتون في عفرين حوالي /15/ مليون.
– عدد المعاصر العاملة ما يقارب /150/ من أصل حوالي /300/ معصرة قبل الاحتلال، حيث تعرضت بعضها لدمار كامل، وبعضها لتدمير جزئي، وقسم منها لسرقة كافة أجهزتها وآلاتها أو أجزاء منها، وكذلك الاستيلاء على بعضها وتشغيلها لصالح المسلحين، وقد تعرض معظم أصحاب المعاصر للابتزاز وبعضهم لشراكات إجبارية من قبل بعض المسلحين.
– عدد معامل البيرين العاملة /10/ من أصل /17/، حيث تعرض بعضها لسرقات جزئية، ومعمل واحد سُرق بالكامل.
– سرقة معمل صناعة عبوات تنك لزيت الزيتون بالكامل.
– اعتماد سياسة إفقار أهالي عفرين، من خلال توسيع شبكات السرقة والنهب وفرض أتاوى بحجج عديدة، وتقييد حركة نقل وعمليات بيع وشراء زيت الزيتون، وبالتالي تدني سعره عن السعر الرائج في معظم المناطق السورية بفارق يصل إلى /10/ ألاف ليرة سورية.
– تصل نسبة الضياع (سرقة ثمار الزيتون + أتاوى المجالس المحلية والفصائل والحواجز المسلحة + مصادرات الزيتون والزيت + استيلاء على حقول الزيتون + الهدر) إلى حوالي /60%/ من إجمالي انتاج الموسم.
– قيام فريق تركي بشراء زيت الزيتون بأسعار متدنية، حيث أكد على ذلك وزير الزراعة التركي في جلسةٍ للبرلمان، مفصحاً عن نية حكومته بالاستيلاء على موارد عفرين.
– ارتفاع تكاليف الخدمة والقطاف والنقل والشحن، بسبب تهجير الأهالي وقلة الأيدي العاملة المحلية، وسرقة نسبة كبيرة من الآليات والسيارات من قبل الفصائل المسلحة، وفرض حصار على منطقة عفرين.
– انتاج كمية الزيت التقديري /3/ مليون تنكة بوزن /16/كغ.
– إجمالي خسائر الضياع وفرق السعر حوالي /105/ مليون دولار، عدا التكاليف المختلفة، وعدا انتاج ملايين من أشجار زيتون برية مثمرة، كان يُستفاد منه.
وختم المكتب الإعلامي بالتأكيد أنه و”رغم لعب الحكومة التركية على الكثير من الحبال، واستغلالها لتوازنات إقليمية ودولية وعلاقات مصالح متبادلة مع حكومات دول عديدة، يزداد تعاطف الرأي العام العالمي مع القضية الكردية في سوريا، وتتبلور مواقف دولية مناهضة لمطامع تركيا وعداواتها تجاه الكُـرد، هذا وتتوسع الأنشطة المتضامنة مع أهالي منطقة عفرين يوماً بعد آخر، وينفضح الاحتلال التركي بشكل جلي”.