ديسمبر 23. 2024

بعد اعتقالها من قبل ميليشيات أنقرة.. امرأة كُردية تفقد عقلها وتتشرّد بأزقة عفرين وتقتات على النفايات

Photo Credit To زمان الوصل

عفرين بوست – خاص

رصدت “عفرين بوست” إمرأة كردية مشرّدة تتجول في أزقة حي الأشرفية نهاراً وما أن يحل المساء تعود إلى سطح أحد البنايات السكنية بمحيط حديقة الأشرفية لتتكور على نفسها بصمت.

في شوارع حي الأشرفية الشعبي ، تنبش زليخة الثلاثينية في الحاويات وأكياس القمامة لعلها تجد ما يسد رمقها، دون أن تتمكن من التمييز ما تأكله من بقايا الطعام والفضلات الأخرى، بسبب فقدانها لعقلها.

فمن هي زليخة وما الذي أودى بها لهذا الحال؟

عند السؤال عنها من سكان الحي، قالوا: “إننا نعرفها على هذه الحالة منذ أشهر، وتبيت على مقربة من منزلها بعد أن استولى عنصر من الشرطة العسكرية التابع للاحتلال التركي عليه”.

وبعد التقصي والبحث تبين لـ “عفرين بوست” أن المرأة الكردية، هي زليخة وليد عمر، تبلغ من العمر 30 عاماً، من أهالي قرية روتا –ناحية موباتا/ معبطلي، وهي زوجة المواطن الكردي جانكين عثمان نعسان، كان لديهما طفلة.

لكن أين الزوج والطفلة؟

اعتقلت ميليشيات “الجبهة الشامية” زليخة مع أفراد آخرين من العائلة في السابع من يونيو/ حزيران 2020، بتهمة تنفيذ تفجيرات والتعامل مع قوات سوريا الديمقراطية.

وكانت “عفرين بوست” قد نشرت في تقرير سابق أن الميليشيات اعتقلت في 7حزيران 2020 كلاً من: عثمان مجيد نعسان يبلغ /65/ عاماً وزوجته زينب عبدو /60/ عاماً، وأولادهما “جانكين /32/ عاماً وزوجته “زليخة” مع طفلتها، وشيار /30/ عاماً، محمد /28/ عاماً وزوجته جيلان حمالو مع طفلها الرضيع.

أُطلق سراح السيدة زليخة في أواسط شهر أغسطس/ آب الماضي، من بعد إطلاق سراح السيدة زينب عبدو في أواسط شهر يوليو/ تموز الماضي، أي قبل شهر من إطلاق زليخة، بينما بقية أفراد العائلة ما زالت معتقلة.

لم تأبه سلطة الاحتلال ببراءة الطفولة ولا رأفت بحال النساء، فمصير الطفلين؛ طفلة زليخة والطفل الرضيع غير معروف، كما وضع السيدة الثالثة جيلان حمالو مجهول.

فقدان رشدها

تأكدت “عفرين بوست” أن السيدة زليخة كانت تعاني من مرض الصرع قبل اعتقالها، وهو الأمر الذي لم يمنع الميليشيات الإخوانية من توجيه تهمة تنفيذ التفجيرات في مدينة عفرين إليها وزجها في السجن ما أدى لتفاقم وضعها الصحي حتى فقدت عقلها.

الإعلام المغالط

لا يكتفي المحتل بسياسة التهجير والخطف والاعتقال والقتل والاغتصاب والترهيب اليومي بحق المدنيين العزل من أهالي عفرين، يجمّل إعلامه كل ممارساته اللا أخلاقية المرفوضة بشكل حتمي بمواثيق حقوق الإنسان الدولية.

فموقع “زمان الوصل” التابع للإخوان المسلمين نشر مقطعا مصوراً للسيدة الكردية زليخة، تظهر فيه متكورة على سطح بناية، وعليها معالم الأسى والمرض، وفي تزييف واضح للوقائع ادعى الموقع المذكور أن زوجها أخذ طفلها وتخلى عنها، ففقدت الذاكرة وتحولت إلى مشردة تأكل النفايات!.

السيدة الكردية، وابنة عفرين، زليخة مشردة بلا معيل ولا مكان إيواء ولا علاج ولا طعام صحي، تحتاج إلى انتشالها من القعر الذي وصلته بغير إرادتها.. فهل من ينجدها وينتشلها من مأساتها؟

ذات صلة:

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons