أبريل 19. 2024

أخبار

من جنديرس..أحد مشايخ الإحتلال يبرّر الارتزاق في قره باغ تحت يافطة “الجهاد”

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوّراً، يظهر شيخ من مديرية أوقاف وإفتاء بلدة شيه/ شيخ الحديد، التي أنشأتها السلطات التركية بعد الاحتلال، وهو يخطب أمام حشد من المسلحين والمستوطنين في مركز ناحية جنديرس، خلال وجبة غداء قُدمتها ميليشيا “الفيلق الثاني” التابعة للاحتلال التركي، تحت خيمة عزاء أقيمت بمناسبة مقتل أحد مسلحيها في أذربيجان.

وقال مفتي الاحتلال التركي أنّ ذهاب “المرتزقة السوريين” للقتال في ليبيا وأذربيجان، جهاد “فرض كفاية”، واضعا القتال في أذربيجان في سياق أكبر، ليجعلها “معركة الأمة الإسلاميّة” التي تواجه الامتحان في بقاع متعددة فقال: “إنّ أمتنا تمتحن في المشرق والمغرب، ومعركتنا في أذربيجان الآن كما هي معركتنا في بلاد الشام”.

وتأتى الفتوى المثيرة للجدل في وقت ظهرت فيه أصوات معارضة للخطوة التركية الجديدة، في أوساط السوريين الموالين لتركيا والتي انتقدت القتال إلى جانب الآذريين “الشيعة” ضد القوات الأرمنية، وخاصة عقب انتشار مقاطع مصورة تثبت التحاق مسلحي ميليشيات” الاخوان المسلمين” المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” بجبهات القتال في إقليم ناغورني قره باغ/ آرتساغ ضد القوات الأرمينية والقول إن ذلك القتال هو ضد “الصليبيين”، ويبدو أن الفتوى جاءت لتبرير وشرعنة القتال في أذربيجان وفق المنظور الديني، وصولا لاحتواء تلك الأصوات المعارضة لخطوة أنقرة التي تستخدم هؤلاء المسلحين في أجنداتها الخاصة.

وحولة هوية “الشيخ” قال مصدر في مركز ناحية جنديرس لـ عفرين بوست” أن الذي يتحدث في الفيديو هو على الأرجح ” الشيخ أبو طلحة الشامي” المقرّب من ميليشيا “العمشات”، بينما قال مصدر آخر ان الشيخ اسمه “إبراهيم بن عمر” وهو مقرّب من ميليشيا “فيلق الشام” وينحدر من ريف حلب الغربي.  

عفرين خزان جهاديّ

عندما يكون مكان الدعوة للجهاد وفق خطابٍ إسلاميّ مذهبي ضيق هو عفرين، يمكن فهم جوهر التحولات التي قامت بها سلطات الاحتلال التركي في عفرين، فقد ألغت ألوان التعدد والتنوع الديني وصبغت المنطقة بلون واحد، وليس هذا فحسب، بل تحولت عفرين إلى حاضنة إخوانية، ومعسكر كبير تتعدد فيه الميليشيات وتختلف وتقتتل ولكنها كلها في خدمة المشروع التركي.

أصبحت عفرين خزاناً بشريّاً لعناصر تقاتل ارتزاقاً ووفق عقائد جهادية، ومن عفرين تنطلق قوافل المرتزقة لتدخل الحدود التركية، وعبر المطارات التركية يتم “شحن” المرتزقة إلى ليبيا ومؤخراً أذربيجان، وكل ذلك بتمويل قطري، وتتطلع أنقرة أن تحصد عوائد ذلك “الجهاد” في إطالة أمد الأزمة أو استثمار ذلك بأي صيغة تسوية قادمة.

فتوى ترقيع وجهل:

وصف “الشيخ” القتال في أذربيجان بأنها حربٌ ضد الصليبيّة. مشيراً إلى ما قاله الرئيس الأمريكيّ جورج بوش عشية أحداث 11/9/2001، وهو يريد أن يرد على الولايات المتحدة بقتال أرمينيا، ولعله يجهل أن أذربيجان مدعومة من واشنطن فيما أرمينيا تدعمها روسيا. ترى القتال في عفرين وشمال سوريا كان ضد الصليبيين؟

وذكر “المفتي الافتراضي” أنّهم سئلوا في مؤسسة الفتوى “ما حكم أبنائنا الذي يمموا وجوهم شطر أذربيجان وليبيا؟” وأجاب “بأنّ أشياخنا أفتوا بعدم الذهاب ليس لأننا لا نريد القتال هناك، إن الذين يقاتلون هناك يقاتلون الصليبيّة ويقاتلون الصليبيّة التي قال عنها جورج بوش حربنا حربٌ صليبيّة ولكن علماءنا أفتوا وقالوا بعدم الذهاب لأن ذلك ترك لفرض العين إلى فرض الكفاية” ويقصد بفرض العين القتال في سوريا، والقتال في بلدٍ آخر هو فرض الكفاية.

كان لافتاً في خطاب الشيخ تجنبه استخدام سوريا وهي الكيان الوطنيّ السياديّ، ليؤكد الخروج عن أبعاد “الثورة” وشعاراتها ببعدها الوطني، لأن ما يحدث تجاوز الكيان السياديّ لسوريّا، فحاول الشيخ أن يقدم فتوى ترقيعة للقتال الارتزاقي في أذربيجان باسم الدين، مشيراً إلى أن “بلاد الإسلام لا تحدها حدود”

إلا أن فتوى الصليبيّة لا تكفي، والأذريون في معظمهم شيعة، وفي عقيدة الشيخ المتطرفة يعتبر قتال الشيعة أولوية على قتال اليهود والنصارى وبذلك احتاج الشيخ للفتوى الثانية، وذكر في كذبة مفضوحةٍ أن طالب علمٍ ممن نهل العلم في بلاد الشام قد راسله، وأخبره “إن الذين تشيعوا في أذربيجان تشيعوا تحت وطأة السيف، وإلا أنها كانت بلاد أذربيجان بلاد سنيّة بامتياز”.

وأكد أن نسبة اتباع المذهب السنّي في أذربيجان هي 50%، ونسبة اتباع المذهب الشيعي 50%”، وبذلك فإن القتال في أذربيجان هو لنصرة النصف السنيّ.

معركة دين أم ارتزاق

تجاهل الشيخ أن المعارك التي يخوض فيها المرتزقة السوريون القتال هي معارك أنقرة وهي التي تتولى نقلهم ودفع الرواتب لهم من أموال قطرية وفق عقود ذات أجل محدد فيما الجهاد قرار ذاتي لا عقود فيه ولا أجل محدد له، وليفتي مجدداً بأنها بالعنوان العريض “معركة دين”، وشدد الشيخ المزعوم أنّ “المعركة في بلاد الشام وليبيا وأذربيجان هي “معركة دين”، وتساءل “ما بالنا في بلاد الشام نذكر كل شيء ولا نذكر الدين”، وختم مطالباً بالالتفاف حول الأشياخ ليجدوا كل الخير عند طلاب العلم وأهل الاختصاص الذين نهلوا العلم من أصوله ومنابعه”.

عفرين معركة لصوصية

بالمحصلة، فالمشهد ينطوي على جملةٍ مفارقاتٍ منها الجهل والتجهيل، وكذلك التحريف والتزوير، وينضح بدوافع الحقد، فالمكان الذي وقف فيه الشيخ وكل حشد المسلحين والمستوطنين يؤكد أن القتال بالارتزاق كان في عفرين قبل أن يكون في ليبيا وأذربيجان، وعندما يتحدث شيوخ التحريف والتخريف عن الجهاد الكفائيّ، فالسؤال الذي يُطرح، هل كان العدوان على عفرين وتهجير أهلها من قبيل “الجهاد كفرضٍ عين”؟ أم كانت عملية لصوصية منظمة لسرقة الأرض وخيرات المنطقة وتهجير الكرد وهم أهلها الأصليين وتنفيذ مخطط الاستيطان والتغيير الديمغرافي لتصبح عفرين حاضنة للإخوان المسلمين؟ والواقع لا فتوى تجيز العدوان على عفرين، فقد كانت معركة حاقدة بلا أي مبررات، دوافعها الحقد والطمع وخدمة للمشغل التركي.

Reuters Khalil Ashawi
Reuters Khalil Ashawi
من جنديرس..أحد مشايخ الإحتلال يبرّر الارتزاق في قره باغ تحت يافطة “الجهاد”

Post source : خاص

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons